الشـــهـور السّـــــريــانـيـة
وتُعرف أيضاُ بالشهور الرومية أو المسيحيّة أو الميلادية ، وهذه الشهور ، باستثناء ، كانون وحزيران ، تتفق وأسماء الأشهر البابلية ، وقد اقتبسها السّريان منهم كما اقتبسوا المقاييس والمكاييل والطقوس الدينية والزراعية ، وكانت هذه الشهور حسب ترتيبها القديم تبدأ في تشرين الأول وتنتهي بأيلول ، وهذه هي بحسب ترتيبها الحالي :
1- كانون : لم يرد هذا الشهر بهذا الاسم في اللغة البابلية أو التوراة ، والذي يُقابله شهر طبت الوارد في سفر أستير وفي النقوش النبطية والتدمرية ، ويعني الغَرَق والغرز في الأرض ، ربما لكثرة وحوله ورخاوة التربة فيه ، ويذهب الدكتور فريحة إلى القول بأنه مشتق من جذر سامي مشترك هو جذر « كن » ومعناه الأساس والثبوت والاستقرار لأن الناس ينقطعون فيه عن العمل و « يكنّون » في دورهم(1) ، والله أعلم .
2- شُـباط : ورد بلفظ إشباط وسباط ، من جذر شبط السّرياني الذي يُفيد الضرب والجلد والسَّوط ، أو يفيد الهبوب الشديد للرياح ، وقد ذكر هذا الشهر في التوراة في سفر زكريا ، كما ورد في النقوش البابلية والتدمرية « شاباطو » وكرَّسوه للإله ريمون أو رمَّان إله العاصفة والزوابع ، وهذا ما نعتقد أنه أقرب للصواب .
3- آذار : ويقال له أيضاً أذار بدون مدّ ، وأصل تَسمية بابلي « ru –da – a » وكان شهراً مكرّساً للإله آشور أبي الآلهة ، والكلمة ُ مشتقة من جذر « هَدَر » وذلك لما يقع فيه من عواصف وسيول وهدير ، وبعض الناس اليوم يُسمُّونه آذار الهدَّار .
4- نيسان : معناه العشب والخضرة ، وقد استخدمه العبرانيون ، وورد في سفر نحميا واستير ، ولكنهم بعد عودتهم من سي بابل غيروا اسمه إلى « أبيب » ومعناه الربيع أو الزهر ومنه تل أبيب ، ويقابله في العربية أبّ . أما أصل التسمية فبابلي « nu – sa – ni » ومعناه البدء والتحرك ، ووجُه هذه التسمية استهلال السنة الدينية المقدسة به ، وكان يصادف يوم 21 آذار ، وهو يوم الاعتدال الربيعي ، وفي هذا الشهر تعود الحياة بروعتها إلى الطبيعة .
5- أيَّار : ويقال له أيضاً مايس أو نوَّار ، وكان يُلفظ بدون الألف الوسطى « أيَّر » ثم زادوا فيه الألف حتى لا يفحش في لغة العرب ويسمج ، وأصل التسمية بابلي ومعناها النور والضياء والدفء ، ولعلهم سمُّوه بذلك لانعدام آثار البرد فيه نهائياً بعكس نيسان ، والله أعلم .
6- حزيران : وهو لفظ سيرياني معناه الحنطة أو الحصاد أو السنابل ، وظاهرُ وجه تسميته تلك .
7- تـمّـوز : أصْلُ التَّسمية بابلي- سومريّ من du ومعناها ابن ، و zi ومعناها الحياة أي ابن الحياة ، أو الابن البار ، وهو اسم الإله السُّومريّ الذي يُبعث من بعد الموت ، وقد انتقل هذا الإله إلى جميع دول الشرق القديم واليونان مع اختلاف في التسمية ، فجاء أدوني ، وأدونيس ومعناه ربّي ومولاي .
8- آب : ويُقال له « أبّ » وأصل التسمية بابلي ، والأبّ هو النّبت والكلأ ، وفي السريانية الغلال والثمر الناضج ، لأنَّ شهر آب هو شهر جمع الغلال .
9- أيلول : ورد في السّريانية والعبرية ، وأصل التسمية بابلي ، ويقابل جذره في العربية « ولَّ » أي الصراخ والعويل ، لأنه في هذا الشهر كانت تقام المناحات على الإله تموز .
10- تشرين : وفي السريانية تشري وتشراي ، وهو في البابلية « Tash - ri - tum » ، وتردُّ هذه اللفظة إلى جذر سامي مشترك يقابله في العربية « شرع » ، ووجه تسمية الشهر بذلك هو أنه كان أول شهور السنة السريانية وأنّه فيه يبدأ الناس بالشروع بالحرث والزرع قبل أن يأتي شهر كانون .
______________________
(1) أسـماء الشهور/34 لأنيس فريحة . انظر المصادر