الأســـــــــــبـــوع
لا نعرف بالضبط متى بدأ استخدام الأسبوع وكيف كان ذلك ، ويقول هيرودوت ، المؤرخ اليوناني المتوفى سنة 406 قبل الميلاد ، إن المصريين هم أوَّل من عرف الأسبوع نتيجة مراقبتهم المستمرَّة لأوضاع القمر على مدار الشهر .
وثـمة من قال بأنّ الأسبوع من اختراع اليهود ، ذلك لأنهم يقولون إن الله تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام ويزعمون أنه استراح في اليوم السابع ، أي سبت فيه ، تعالى الله عما يقولون علوّاً كبيراً : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ) (1) ، ولذلك حُرِّم العملُ في يوم السبت ، فاضطروا للمحافظة على سبتهم إلى عدّ الأيام الستّة الفاصلة بين السبت والسبت ، وهكذا نشأ عندهم الأسبوع ، ولم يكونوا يُسمون الأيام الأخرى بل كانوا يشيرون إليها بالأرقام حسب ترتيبها .
ومن جهةٍ أخرى ، فإنّ النصارى يعتقدون أن المسيح عليه السلام صعد إلى السماء في يوم الأحد فأصبح هذا اليوم مقدساً عندهم حتى إن الإمبراطور قسطنطين أصدر في 321م أمراً بتحريم العمل يوم الأحد ، وفي سنة 325م قرر مجمعُ نيقية أن يكون الاحتفال بعيد الفصح في يوم الأحد من كل عام ، الأمر الذي اضطر النصارى إلى حفظ أيام الأسبوع الأخرى ، ولا شك أنهم تأثّروا في ذلك بالتقويم العبري ، وقد اتخذوا لأيام الأسبوع أسماءً لاتينية هي في حقيقة الأمر ترجمة قديمة للأسماء التي كان يُطلقها أهل الشمال على آلهتهم .
وفي العهد الإسلامي اختص يوم الجمعة بفضائل لا توجد بغيره ، مثل صلاة الجمعة ، ولكن لم يُحرَّم العمل فيه قبل الصلاة وبعدها ، كما وردت أحاديث شريفة في فضل الساعات الأخيرة منه ، وهكذا استخدم المسلمون أيام الأسبوع المعروفة لدينا اليوم .
وجرت على ذلك النهج أمم وشعوب في القديم والحديث ، وأصبح يوم الجمعة يوم عطلة رسـمية في معظم البلاد الإسلامية ، واتخذ يوم السبت عطلة عند اليهود ، ويوم الأحد عطلة عند النصارى في مختلف أنحاء العالم وقلَّدهم في ذلك بعض المسلمين نتيجة السيطرة الاستعمارية الطويلة على بلادهم .
____________________
(1) سورة ق : الآية 38