أشــــــهر أعــيــــاد الــفـــرس

للفرس أعياد كثيرة وسنقتصر على اثنين منها مما تردَّد على ألسنة الشعراء هما : النيروز والمهرجان .

1- النيروز 21 آذار/مارس :

وهو اسم اليوم الأول من سنتهم عند نزول الشمس في أول الحمل أي في 21 آذار/مارس ، والكلمة معرَّبة عن الفارسية « نوروز » أي اليوم الجديد ، وقد اشتق العرب منه فعلاً جديداً هو نَيْرزَ(1) .

وذكر المعرّي في « عبث الوليد » أن النيروز ، فارسيُ معرَّب ولم يُستعمل إلا في دولة العباسيين ، ولم يأتِ في شعر فصيح ، ويقال إن ملك الفرس « جمشاد » هو أول من اتخذه عيداً ، ذلك لأنه أعاد في هذا اليوم إظهار الدِّين بعدما فسد فسمَّاه « اليوم الجديد » أي النيروز .

ومن الفرس من يزعم أن الله تعالى خلق فيه النُّور ، لذا جرت عادتهم بإيقاد النار في ليله ورشِّ الماء في نهاره .

وكانت الهدايا تقدم فيه للملوك والأمراء ، فقد ذُكر أنه أهديت فيه حلوى لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فسأل عن السبب فقيل للنيروز فقال : نيرِزونا كل يوم ، أي اهدوا لنا حلوى كل يوم .

ويستمر العيد ستة أيام يُسمى آخرها يوم النيروز الأكبر .

وفي مصر أطلق الأقباط على أول يوم من سنتهم أي أول نوت وهو يوافق 20 آب اسم النيروز أيضاً ، وكانوا يُظهرون فيه من الفرح والسرور ورشّ المياه وإيقاد النيران أضعاف ما يفعله الفرس ، يشارك في ذلك الأمراء والعامة ، وفي ذلك اليوم تُرفع الكلفة ويقل الاحتشام .

2-المهرجان 26 تشرين الأول/اكتوبر :

مكوَّن من كلمتين مِهْر بمعنى المحبة وجان ( بالجيم المعربة ) بمعنى المتَّصلة ، أي المحبة المتصلة ، وقيل في سبب تسميته آراء كثيرة منها أن ملك الفرس أفريدون ظفر فيه بيوراسب فقتله ، وقيل غير ذلك .

وموعده في السادس والعشرين من تشرين الأول ، والسادس عشر من « مهرماه » من شهور الفرس ، والتاسع من أبيب من شهور القبط .

ومدته ستة أيام ، ويُسمّى اليوم السادس منه المهرجان الأكبر ، وفيه يُغيّر الناس ملابسهم الصيفية ويقدمون الهدايا لحكَّامهم الذين يقومون بدورهم بتقديم الطعام لشعوبهم ، وعلى هذا فإن هذا العيد يصح اعتباره عيد المحبَّة العامَّة ، ولذلك أُدخل في اللغات الأخرى ، ومنها العربية فصارت كلمة مهرجان ( بالكسر والفتح ) تعني الاحتفال الكبير(2) ، وقال بعضهم إنه قد اشتق منه فعل على مثال « نَيْرَزَ » وهو « مَهْرَجَ » .

_________________________

(1) تاج العروس ، طبعة الكويت 2/349 .

(2) انظر : مروج الذهب 2/197 ، تتمة المختصر لابن الجوزي 1/117 ، صبح الأعشى 4/422 .