أعــيـــاد الــيــهـــود الــديـنـيــة (1)
أعيادهم كثيرة جداً ، منها ما نطقت به التوراة بزعمهم ، ومنها ما وضعه أحبارهم ، ومن أشهر أعيادهم التي نطقت بها التوراة :
1- عيد رأس السنة : ويُسمّى عيد الأبواق ، ويصادف أول يوم من شهر تشري ويسمونه عيد رأس هيشا ، أي رأس الشهر ، وهو يقابل عيد الأضحى عند المسلمين ، ويقولون إن الله تعالى أمرَ إبراهيم عليه السلام فيه بذبح ولده إسماعيل ، ثم فداه بذبحٍ عظيم ، والعمل فيه محرّم .
2- عيدُ الكبّور Kippur : أو عيد صوماريا أو يوم الغفران أو عاشوراء أو عيد الكفَّارة أو صوم الكبّور ، ومناسبته بزعمهم أن الله تعالى استجاب فيه لاسترحام موسى بالعفو عن اليهود لعبادتهم العجل الذهبي ، ويقولون إن الله تعالى يغفر فيه لجميع اليهود ما عدا الجاحد لربوبية الله تعالى والزاني بالمحصنة والأخ الظالم أخاه ، ويقولون إن الله فرض عليهم صومه ، ويُقتل من لم يُصمه ، ومدَّة الصَّم خمس وعشرون ساعة كاملة تبدأ قبيل غروب الشمس في يوم 9 تشري ، ويشترط للإفطار رؤية ثلاثة كواكب ، ولا يجوز أن يقع هذا العيد أيام الأحد أو الثلاثاء أو الجمعة ، وهذا هو اليوم الوحيد الذي أمرهم موسى بصيامه .
3- عيد المظلَّة : سبعة أيام أولها الخامس عشر من تشري ، وكلّها أعياد عندهم ، واليوم الأخير منها يسمّى عرايا ، أي شجر الخلاف ، ويجلسون في ذلك اليوم تحت ظلال النخيل والزيتون وشجر الخلاف ( وهو صنف من الصفصَاف ) ، ومناسبة هذا العيد بزعمهم إظلال الله تعالى لهم بالغمام في التيه ، وبعد انقضاء هذا العيد ثمة يوم للصلاة الجامعة .
4- عيد الفصح passover : الفصح يعني العبورُ وقد كان الفصح في باديء الأمر احتفالاً أُسريَّاً ثم غدا عيداً دينياً ، فقد كان اليهود يختلفون ليلة الخامس عشر من شهر أبيب ( أي السنابل ) بعيد الفصح فيقدمون فيه حملاً للرب لم يبلغ السنة ، ولا يكسرون عظامه ، ثم يأخذون من دمه ويجعلونه على مدخل كلّ دارٍ من دورهم وقاية لها من الهلاك بزعمهم ، ويأكلون لحمه مشوياً في الليلة نفسها .
وعندما أمرهم موسى عليه السلام ، فيما بعد ، بالخروج من مصر ، وأهلك الله فرعون وجنوده ، أصبح هذا العيد قومياً مقدساً لأن موسى عليه السلام عندما أمرهم بالخروج لم يُمْهِلهم حتى يختمر عجينهم . فأكلوا خبزهم فطيراً مع اللحم ، وهم بذلك فرحون .
وكان اليهود يحتفلون في الوقت نفسه أي من 15 حتى 21 أبيب ( نيسان ) بعيد الفطير ، ثم دُمج في عيد الفصح .
وفي العهد القديم صورةٌ حيَّةٌ عن الاحتفال النموذجي اليهودي بعيد الفصح الذي أقامه لهم نبيُّهم « يوشيا »(2) ، ويعد هذا العيد من أهم أعيادهم ، ويسمُّون الحمل الذي يقدم فيه حمل باسكال ، والبدر الكامل الذي يظهر ليلة الفصح بدر باسكال .
5- عيد العنصرة Pentecote : أو عيد الأسابيع وعيد الخطاب ، ويكون بعد عيد الفصح بسبعة أسابيع ، وهو في أصله عيد زراعي ، ثم اتخذ طابعاً دينياً إلى أن أصبح « عيد هبة الروح » وهو اليوم الذي خاطب فيه الله تعالى بني إسرائيل في طور سيناء .
واليهود يعظمون هذا اليوم ويأكلون فيه « القطايف » بدلاً من المنّ والسلوى ، ويقع في السادس من شهر سيوان ( حزيران ) عندما تُصبح الحنطة جاهزة للحصاد (3) .
وثمة عيدان آخران أحدثهما اليهود هما عيد الفوز ، وهو نجاتهم من مذبحةٍ كانت تدبر لهم في العراق وعيد الحنكة وهو ثمانية أيام يوقدون فيها الأنوار على دورهم ، وسببه أن أحد كهّانهم قتل بعض الجبابرة في بيت المقدس ، ومعنى الحنكة التنظيف لأنهم نظفوا فيه الهيكل ، وبعضهم يُسمّيه الربَّاني .
________________________
(1) المصادر كثيرة ، انظر صبح الأعشى 2/436 وما بعد .
(2) العهد القديم ، أخبار الأيام الثاني/35 ، وللتوسع في هذا العيد وغيره من أعياد اليهود انظر : معجم اللاهوت الكتابي .
(3) صبح الأعشى 2/436 ، ومعجم اللاهوت/568 .