السَّـــــــنَـــةُ
السنة والعام والحول أسـماء ثلاثة لمسمّى واحد كما وردت في القرآن الكريم ، وذكر بعضهم أن السَّنة تعني الجدب ، والعام يعني الحول ، وليس ذلك صحيحاً على الدوام .
وكان الناس منذ القدم يستخدمون السنة الشمسية أو السنة القمرية أو السنة الشمسية القمرية كما هو آت .
فالسنة الشمسية هي من لحظة حلول الشمس في برج الحمل إلى آخر نقطة من برج الحوت ومدتها 365,242216 يوماً ، وقد اتَّبَعت الأممُ التي تأخذ بهذه السنة طرقاً شتى لجبر هذه الكُسور نعرضها عند الحديث عن تقاويم تلك الأمم .
وأما السنة القمرية فإنها تتألف من اثني عشر شهراً قمرياً طول الواحد منها 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة و 2,8 ثانية ، أي أن طول السنة القمرية 354,367068 يوماً ، فهي أقصر من السنة الشمسية بأقل قليلاً من أحد عشر يوما .
وفي الحساب الفلكي يُزاد للسنة القمرية يومٌ كل ثلاث سنوات فتصبح السنة كبيسة وعدد أيامها 355 يوماً وعلى هذا ، يتراوح الفرق بين السنة الشمسية والقمرية بين 10 أو 11 أو 12 يوما .
- ففي السنوات العادية يكون الفرق 11 يوما .
- وإذا كانت الشمسية كبيسة يصبح الفرق 12 يوما .
- وإذا كانت القمرية كبيسة يصبح الفرق عشرة أيام .
وثمة السنة الشمسية-القمرية التي يضاف إلى القمرية منها عدد معلوم من الأيام كلّ عام لتوافق السنة الشمسية ، وهو أحد نوعي النسيء في الجاهلية ويسمّى أيضاً بالازدلاف أو الكبس وكان العرب يتّبعون طرقاً شتى للازدلاف .
فكانوا أحياناً يعدّون ثلاثاً وثلاثين سنة قمرية ويحسبونها فعلياً اثنين وثلاثين .
ثم صاروا يُضيفون تسعة أشهر لكل أربع وعشرين سنة أو يضيفون سبعة أشهر لكل تسعة عشر عاماً أو يضيفون شهراً كل ثلاث سنوات ، وهذا النوع الأخير غير دقيق لأنه ينقص ثلاثة أيام وساعتين وثماني عشرة دقيقة عن الواقع ، والرأي الغالب أن هذا النسيء ليس هو الذي حرَّمه الإسلام لأنه لا شبهة فيه ، ولكن عندما جاء الإسلام وفُرضت العبادات مُنع النسيء بجميع صوره(1) .
__________________
(1) انظر صُبح الأعشى 2/398 ، وتقويم المنهاج /42 .