العبء المادي والاقتصادي للتدخين

تشير دراسة جديدة لمنظمة الصحة العالمية حول اتجاهات سعر التبغ بين عامي 1990- 2000م في أكثر من 80 بلداً بأن الجزء الأكبر من السجائر أصبحت أغلى في الدول الصناعية وأرخص من أي وقت مضى في الدول النامية , ويتوقع أن تقع أكثر من 70% من الوفيات في تلك البلاد بسبب التبغ بحلول عام 2020م , وتحذر منظمة الصحة العالمية بأن الخطر مستقبلاً يكمن في منتجات التبغ الأرخص والتي ستؤدي إلى الاستهلاك الأكثر والمرض والموت في المستقبل.

ويشكل التدخين إلى جانب أضراره الصحية الجسيمة استنزافاً كبيراً للموارد المالية للأفراد والحكومات، ليس فقط على صعيد ما يُصرف لشرائه، بل وعلى صعيد ما ينفق للتداوي من علله وأمراضه، فقد أشارت دراسة للبنك الدولي حول الفوائد الإقتصادية للتبغ والاستثمار فيه أن تكاليف الرعاية الصحية للمصابين بالأمراض الناجمة عن تعاطي التبغ تكلف دول العالم ما يزيد على مائتي مليار دولار في السنة. وتبين الدراسات الميدانية أن زيادة تسعيرة الدخان بنسبة 10% سوف تخفض الاستهلاك بنسبة 8% في الدول النامية ، وستحد من تدخين 42 مليون مدخن في هذه الدول.

وإذا كان الأفراد لا يلمسوا حجم الإنفاق الحكومي على مواجهة ما يسببه التبغ من أمراض ، فإنهم يشعروا مباشرةً بالوفورات المالية التي يحققها إقلاعهم عن التدخين ، فلو فرضنا أن مدخناً عادياً يدخن في اليوم علبة سجائر واحدة بقيمة 5 يورو ، فذلك يعني أنه ينفق شهرياً 150 يورو وسنوياً 1800 يورو ، ولو كان أمضى مثلاً خمسة عشر عاماً يدخن بهذا المعدل فذلك ترتب عليه إنفاق 27000 يورو لشراء السجائر فضلاً عن التكاليف المترتبة على الرعاية الصحية لأمراض يسببها التبغ. ولك أن تضاعاف ذلك المبلغ بحسب عدد علب التدخين في اليوم.